خبير نفطي: العجز في الموازنة وهمي والعراق قادر على التكيف مع انخفاض أسعار النفط إذا تحقق شرط واحد

أكد الخبير النفطي حمزة الجواهري أن العراق لا يواجه مشكلة حقيقية إذا انخفضت أسعار النفط إلى 60 أو حتى 50 دولاراً للبرميل، مشيراً إلى أن العجز في الموازنة هو مجرد وهم يُثار لتحقيق مصالح سياسية. وجاءت تصريحاته في سياق طلب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من دول “أوبك بلس” زيادة الإنتاج لتخفيض الأسعار.

وأوضح الجواهري أن الحل يكمن في إلغاء فقرة الاقتراض الداخلي والخارجي من الموازنة لتغطية العجز، مشدداً على أن الموازنة ستسير بشكل طبيعي حتى عند انخفاض الأسعار، بشرط إيقاف الفساد وسرقة المال العام. وأضاف أن تجربة عام 2014، حين هبط سعر النفط إلى 40 دولاراً، أثبتت قدرة العراق على تغطية الرواتب والرعاية الاجتماعية دون الحاجة إلى الاقتراض.

وأشار الجواهري إلى أن خفض سعر برميل النفط إلى 40 دولاراً سيكون في مصلحة الاقتصاد العالمي، حيث يؤدي إلى زيادة النمو الاقتصادي في الدول الصناعية التي تعاني من التضخم وارتفاع التكاليف. وأضاف أن انخفاض الأسعار سيدفع الطلب على النفط للارتفاع بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى تضاعف أسعاره خلال أشهر قليلة.

وحول طلب الرئيس الأمريكي ترامب من “أوبك بلس” زيادة الإنتاج لتخفيض الأسعار، اعتبر الجواهري أن الهدف الحقيقي ليس فقط خفض الأسعار أو إنهاء الحرب في أوكرانيا، بل تعزيز مكانة الولايات المتحدة كدولة نفطية كبرى. لكنه أوضح أن إنتاج النفط الصخري الأمريكي، الذي يعتمد عليه ترامب، يواجه تحديات كبيرة بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج، مما قد يؤدي إلى فشل هذه السياسة إذا هبطت الأسعار.

واختتم الجواهري حديثه بتأكيد أن العجز المالي الذي تثيره الطبقة السياسية في العراق هو مجرد أداة للتلاعب بالمال العام. وأشار إلى أن العراق ليس بحاجة إلى تعديل سعر الصرف أو اتخاذ إجراءات اقتصادية معقدة إذا تم تطبيق سياسات صارمة لمكافحة الفساد وضمان استخدام الموارد بشكل عادل.